يمكن أن تحدث الحروق عندما تتعرض البشرة لشيء شديد الحرارة كالماء المغلي، أو المركبات الكيميائية الحارقة، أو التعرض المفرط للشمس، أو حتى الكهرباء، وخلال عملية الشفاء تتكون الندبات وتلون الجلد بسبب تلف الأنسجة، لذا في هذه المقالة سنتعرف على كيفية علاج اثار الحروق باختلاف درجاتها، والوقاية من تكون الندبات.
طبقات الجلد
الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان، وإحدى أهم وظائفه حماية أعضاء الجسم الداخلية من العوامل الخارجية، لذلك طبيعة تكوين الجلد صلبة وممتدة، ويتكون من ثلاث طبقات أساسية، وهي:
- البشرة، وهي الطبقة العليا من الجلد، وهو الجزء الذي نستطيع رؤيته، وهي الطبقة الأكثر رقة في الجلد، وتعطي البشرة لون الجلد بتصنيع الميلانين، كما لها وظيفة مناعية لحماية الجسم.
- الأدمة، وهي الطبقة الثانية من الجلد، وتكون أكثر سُمكًا، وتحتوي على الغدد العرقية التي تخرج العرق وتحافظ على درجة حرارة الجسم، كما تحتوي على الأعصاب لنقل الإحساس إلى الدماغ، ويوجد بها بصيلات الشعر.
- الدهون تحت الجلدية وهي الطبقة الأخيرة، وتلعب دورًا هامًا في ربط الأدمة بالعضلات والعظام، والسيطرة على درجة حرارة الجسم، وحمايته عند الاصطدام، أو السقوط، كما تساعد في نمو الأوعية الدموية والأعصاب وتوصيلها بالجسم.
أنواع ندبات الحروق
تتكون الحروق بدرجات مختلفة وفقًا لدرجة تعرض الجسم للحرارة، ومدى شدة المادة الحارقة، مما يجعل الحرق يصل لطبقات مختلفة من الجلد، وتصنف الحروق وفقًا لمدى وصولها إلى طبقات الجلد الثلاثة كالتالي:
حروق الدرجة الأولى/البشرة
تسبب حروق الدرجة الأولى الضرر للبشرة، وتتسبب في الألم والاحمرار، وعادة ما تلتئم في غضون ستة أيام، ولا تحدث تندب للجلد.
حروق الدرجة الثانية/الأدمة
حروق الدرجة الثانية تصل من البشرة إلى الأدمة، وتضيف إلى الاحمرار والألم، تكون البثور، وتستغرق حروق الدرجة الثانية من أسبوعين حتى ثلاثة أسابيع حتى تشفى، وتكون أكثر عرضة للندبات.
حروق الدرجة الثالثة
هي الحروق الأكثر حدة، وتضر الطبقة العليا من الجلد، وقد تصل أيضًا إلى العظام والأوتار، ويمكن أن تؤثر على النهايات العصبية، وقد يتحول الجلد في هذه الحروق إلى اللون الأبيض أو الأسود، ويمكن أن تستغرق هذه الحروق وقتًا طويلًا للشفاء، ومن المرجح أن تحدث ندبات.
ويتم تصنيف حروق الدرجتين الثانية والثالثة وفقًا لمظهرها وكيفية تأثيرها على الجلد:
- ندبات متضخمة حمراء أو أرجوانية اللون، وترتفع عن مستوى الجلد، وقد يصحبها شعور بالدفء والحكة.
- ندبات نتيجة نتوءات تكلسية بلا شعر وتشبه الفقعات.
- ندبات تجعل الجلد متجعدًا، وتجعل الجلد والعضلات والأوتار ضيقة ما يقيد من الحركة الطبيعية للجلد والعضلات.
وتوضح الصورة التالية درجات الحروق المختلفة في كل من طبقات الجلد الثلاثة:
كيفية علاج الحروق
يعتمد علاج الحروق على درجة وحجم الحرق، ويجب تجنب العلاجات المنزلية حتى رؤية الطبيب:
- علاج حروق الدرجة الثانية، وتوضع طبقة رقيقة من مرهم مضاد حيوي للحروق للمساعدة على الشفاء، ثم يُغطى الجلد بشاش معقم غير لاصق؛ لحماية الحرق، ومنع العدوى، ومساعدة البشرة على الشفاء.
- عند علاج حروق الدرجة الثالثة، يتم ارتدء ملابس ضاغطة لدعم شفاء البشرة طوال اليوم بشكل يومي لعدة أشهر.
- علاج اثار الحروق بجراحة زرع الجلد، ويتم إجراؤها عن طريق أخذ رقعة صحية من الجلد من إحدى مناطق الجسم، أو من متبرع لتغطية الجلد المتضرر.
- يمكن أيضًا علاج اثار الحروق بعملية جراحية أخرى تتخلص من الجلد المتجعد المقيد لحركة الجلد والأوتار والعضلات، حتى تعود إليهم الحركة الطبيعة مرة أخرى.
- العلاج الطبيعي يساعد في عمل تمرينات محددة لاستعادة الجلد حركته الطبيعية.
مضاعفات الحروق
تتعافي حروق الدرجة الأولى من نفسها خلال أيام، ولكن المضاعفات تحدث فقط في حروق الدرجتين الثانية والثالثة، ومنها:
العدوى
ككل الجروح تترك الحروق فتحة في الجلد يمكن أن تتسلل من خلالها البكتيريا والجراثيم، ويمكن علاج البكتيريا في حالات العدوى الخفيفة، وإذا دخلت البكتيريا إلى مجرى الدم فإنها يمكن أن تتشبب في مرض الدم المتقيح/إنتان الدم، وهذه العدوى مهددة للحياة.
الجفاف
الحروق تفقد الجلد السوائل، وإن فقدت بكميات كبيرة، يمكن أن يقل حجم الدم إلى درجة تمنع من وصول الدم إلى كل الجسم.
انخفاض درجة الحرارة
تساعد الأدمة وطبقة الدهون السفلية في تنظيم درجة حرارة الجسم، وعندما تتضرر هاتين الطبقتين من الحروق يمكن أن يفقد الجسم درجة حرارته بسرعة، ويمكن أن يقود ذلك إلى انخفاض كبير في درجة حرارة الجسم يصل إلى حد الخطورة.
التقلصات
يمكن أن تتسبب الحروق في ندوب متقلصة متجعدة تعمل على شد البشرة لدرجة لا يمكن معها تحريك العظام والمفاصل.
تلف العضلات والأنسجة
ويحدث ذلك في حالة الحروق الشديدة التي تخترق الطبقة السفلية، ويمكن أن تتأثر معها العظام والعضلات.
نصائح للوقاية من الندبات بعد الحروق
عند علاج الحروق من الدرجة الثانية بشكل صحيح يمكن أن يساعد ذلك في منع الندوب، لذا يجب اتباع الآتي:
- شطف منطقة الحرق بالماء البارد أو الفاتر وتركه يجف بالهواء.
- استخدام مضاد حيوي قوي لمنع لعدوى.
- تغطية الحرق بالشاش غير اللاصق، لحماية الجلد من العدوى.
- تمديد منطقة الحرق يوميًّا منعًا لتكون التقلصات، والتجعد.
- في حالة تكون فقعات متكلسة من الجلد يجب تركها حتى تنفجر من نفسها.
- حماية المنطقة المحروقة من الشمس بالملابس ووضع واقي من الشمس، فهذه المنطقة تظل حساسة لأشهر.
متى يمكن علاج الحروق في المنزل
لا يجب التعامل مع آثار الحروق بنفس الطريقة، ويمكن فقط علاج الحروق في المنزل في حالة حروق الدرجتين الأولى والثانية، بشرط ألا يزيد قُطر الحرق عن 2,5 سم، بينما حروق الدرجة الثالثة التي تصل لآخر أعماق الجلد، وحروق الدرجة الرابعة التي تصل إلى العظام والمفاصل فتعالج فقط في المستشفى، وتعتبر حالات طبية طارئة.
علاج اثار الحروق
أفضل طريقة لمنع تكون الندبات بعد الحروق هو سرعة العلاج المناسب، ويمكن وضع جل السيليكون على الحروق لتعزيز الشفاء، وفي حالة تكون الندبات فإن أغلبها يتلاشى مع مرور الوقت، ولكن ليست كل الندبات قابلة للتلاشي بدون علاج، ويمكن علاج اثار الحروق كالتالي:
وضع جل السيليكون يمكن أن يقلل من الندبات، ويمنع تجعد الجلد وتصلبه، ويقلل الاحمرار والحجم، توصي الأكادمية الأمريكية للجلدية AAD بارتداء الملابس على الحروق ووضع واق للشمس واسع المجال عامل حماية 30، لأن أشعة الشمس تؤثر على الندبات وقد تجعلها غائرة، كما تغير لونها، كما توصي بالخيارات الطبية التالية عند علاج اثار الحروق :
- حقن الستيرويد، يمكن أن تخفف من الألم، وتمنع تجدر الندبات وتقلل من حجمها، وحجم أنواع الندوب المختلفة.
- العلاج بالليزر، يعمل على تقليل الألم، والاحمرار وتصلب الجلد، والتخلص من الندوب.
- جراحة ترقيع الجلد، وتتم عن طريق استئصال الجلد من المريض أو من أحد المتبرعين ووضعه في منطقة الحرق المصابة.
- هناك جراحة أخرى تعمل على علاج تقلصات الجلد التي تحد من حركة العضلات والأوتار، عن طريق إطلاق خلايا جديدة تساعد على رجوع الحركة الطبيعية للجلد والعضلات.
هذه العلاجات تخفف من الندوب، ولكنها لا تزيلها بشكل كامل، وقد يستغرق الشفاء الكثير من الوقت، ويجب تجنب الكريمات التي تحتوي على فيتامينات مثل E، وA، فقد تجعل الندبات أكثر وضوحًا، ويجب الاهتمام بترطيب الجلد.
عملية زرع الجلد
عملية ترقيع الجلد تعمل على إزالة الجلد من منطقة من الجسم، ثم نقلها إلى منطقة أخرى من الجسم، يمكن عن طريقها علاج اثار الحروق ، أو الإصابات والمرض، في منطقة فقدت طبقة الحماية التي تغطي الجسم، ويتم العلاج في المستشفى تحت التخدير الموضعي في أغلب الحالات، مما يعني أن المريض يكون فاقدًا للوعي معظم الوقت، ويتم زرع الجلد بطريقتين:
زرع/ترقيع الجلد الجزئي
في هذا الإجراء يتم إزالة الجزء العلوي من الجلد مع جزء من الأدمة، ويتم أخذها من جلد المتبرع أو جلد المريض نفسه، من منطقة سليمة من الجسم، وعادة ما يتم أخذها من الفخذ الأمامي، أو الخارجي، أو البطن، والأرداف، أو الظهر، وتستخدم لتغطية مناطق كبيرة، ويمكن أن تكون لا معة وناعمة، وقد تكون شاحبة.
زرع/ترقيع الجلد الكلي
في هذا الإجراء يتم إزالة كل البشرة والأدمة من جلد المتبرع، أو جلد الشخص نفسه، ويمكن أن تؤخذ من البطن، أو الفخذ، أو فوق الترقوة، وتستخدم في حالة الجروح الصغيرة، في أجزاء شديدة الوضوح من الجسم مثل الوجه، ويتميز هذا الإجراء بسهولة الاندماج والالتئام مع الجلد، والحصول على نتائج تجميلية أفضل.
كيفية إجراء عملية زرع الجلد
تبدأ العملية باستئصال الجلد من المتبرع، أو من جسم المريض نفسه، في حالة الزرع الجزئي يتم إزالة الجلد من أماكن غير ظاهرة في الملابس مثل الفخذين، أو الوركين، وفي الإجراء الكامل فإن المواضع المثالية في الجسم تكون من البطن، الفخذ، الساعد، فوق الترقوة.
بمجرد نزع الجلد الذي سيتم زرعه في جسم المريض يقوم الطبيب بوضعه بعناية وتثبيته بالغرز والدبابيس، وقد يقوم الطبيب بعمل عدة ثقوب في الجلد المنكمش لتمديد الجلد حتى يقوم بإزالة كمية أقل من الجلد، مما يسمح بالتخلص من السوائل تحت الجلد الذي يتم زرعه، ثم يقوم الطبيب بتغطية الجلد بالضمادات والشاش.
من المفترض أن يبدأ الجلد الجديد بالالتئام خلال 36 ساعة، وتبدأ الأوعية الدموية في التطور للاتصال بالجلد الجديد، وإن لم يحدث ذلك فهذا يعني أن الجسم رفض الجلد الجديد، ويمكن أن يحدث هذا بسبب العدوى، أو ضعف تدفق الدم بسبب التدخين، أو نقص السوائل، مما يتطلب إجراء جراحة جديدة.
يستغرق الشفاء أسبوعين، ولكن الجلد يحتاج فترة أكبر حتى يتعافى بشكل كلي، ولمدة تتراوح بين ثلاثة أو أربعة أسابيع على الأقل بعد الخضوع للجراحة يجب تجنب الأنشطة البدنية؛ حتى لا يتأثر الجلد الجديد.
في هذه الفترة يستمر المريض بتناول مسكنات الألم لتقليل الشعور بعدم الراحة والآلام، وقبل الذهاب للمنزل يجب بقاء المتبرع ومن يخضع للجراحة لاختبار الشفاء في المستشفى قبل العودة للمنزل.
علاج اثار الحروق بالليزر
يعمل الليزر عن طريق إطلاق طاقة ضوئية ترددية تحفز الضوء ليتطور إلى حرارة ذات خصائص علاجية، في حالة الحروق التي تحولت إلى ندبات ولم تُشفَ بشكل طبيعي فإن علاج اثار الحروق بالليزر يتم عن طريق تبخير حرارة الليزر للندبات القديمة، وخلق جرح جديد قابل للشفاء.
عندما يتم امتصاص طاقة الليزر من قبل الجلد فإن الحرارة تقوم بتدمير الأنسجة الممتصة للضوء، يتم امتصاص حرارة الليزر عبر الماء في الأنسجة مما يؤدي إلى تبخرها وتلفها، أو عبر هيموجلوبين الدم، حسب كمية الطاقة، ويتم تجديد الخلايا بعد إزالة الطبقات السطحية من الخلايا المتندبة.
والآن عزيزي القارئ بعد أن تعرفنا على كيفية علاج اثار الحروق بالطرق الطبية المختلفة، وكيفية الوقاية من تكون الندبات في الحالات الممكنة، نرجو أن نكون قد أجبنا على كل تساؤلاتكم واستفساراتكم، وللمزيد من الاستفسارات والأسئلة يمكنكم حجز موعد في مركز لايت كلينك، عبر هذا الرابط.
احجز موعد كشفك الآن
"*" تحدد الحقول المطلوبة